٩/١٢/٢٠٠٩

انا و جمال مبارك و الاعلام الجديد




وجدت نفسي و بعد عودتي من اجازة في الاسكندرية ( و ما أدراكم ما الاسكندرية بالنسبة لي ) مدعو الي تدريب حزبي موضوعه استخدام الاعلام الجديد
ذهبت وقبل ان اذهب في الحقيقة لم اضع أي توقعات لما يمكن ان اراه هناك و لكن زيادة تأمين قولت اتصل كده اشوف ايه الموضوع و برضه مش وصلت لحاجة ... كنت هناك في الميعاد و وجدت عدد كبير من الشباب أعرف وجوه اغلبهم من الحزب و قليل اعرفهم من خارجه و بعض من لا اعرفهم
و بدأت التفاصيل و الحقائق تتضح و هي كالتالي :
- السيد جمال مبارك أمين السياسات بالحزب الوطني سيلتقي مع مجموعة من شباب المعيدين و المدرسين المساعدين بمجموعة من الكليات في اطار ايصال رسالة الحزب الي كل فئات المجتمع.
- استغل الحزب هذه المناسبة ( وهي مناسبة عادية جدا) في محاولة اختراق و قياس ما يمكن ان نطلق عليه الاعلام الجديد.
- دشن الحزب حملة
شارك و جعل لها هذا الموقع و فتح النقاش حول كل القضايا و بحرية كاملة .
- كان علي من يرغب في ارسال أي اسئلة او الاستفسار عن أي شئ ان من خلال الموقع .
- الهدف من التدريب هو خلق
جروب علي الفيس بوك يدخل به الشباب الموجودين و يشتبكون مع الافكار المعارضة و محاولة الاشتباك مع الاخرين الي مناقشات موضوعية حول سياسيات الحزب و ادخال شباب الحزب الي تلك المواقع بشكل منظم .
علمت ايضا ان الحزب الوطني بدأ في دراسة أدوات الاعلام الجديد بعد ما حدث في ايران و انهم بدأ بموقع تويتر و لكنهم لم يجدوا له تأثير يذكر داخل المجتمع المصري و ان الاكثر تأثيرا منه هو الفيس بوك و اليوتيوب.
و أرد الحزب ان يقتحم هذا العالم و يجرب نفسه فيه
و كما سبق ان أشرت اللقاء هو لقاء عادي للسيد جمال مبارك و لكن اراد ان يجرب تسويقه علي الفيس البوك الا ان هذا ليس فيه مشكلة.
القائمين علي الحزب الوطني من أتباع الفكر الجديد لديهم رؤية واضحة ملخصها ان سياسات الحزب الوطني ناجحة و قوية و ثابتة ولكن المشكلة الاساسية في الاعلام الذي يقوم بتشويه تلك السياسات – و الانجازات احيانا- و ان هناك أدلة كثيرة علي هذا منها حملة الضرائب و التي حققت نجاحا مبهرا و اعادت ثقة المواطن في قطاع هام من الدولة و هو الضرائب.
و عيب هذا المنطق الاساسي انه رغم اعترافه ببعض الاخطاء الا انه لا يعترف بحجمها و يتجاهل بعضها الاخر و يعتقد ان العيب في تسويق السياسات و ليس في السياسات نفسها .
ولكن شتان بين الاثنين فالمشكلة من وجهة نظري ان الناس في مصر لا تشعر بالتحسن او بالتقدم علي المستويات التي تعنيهم البطالة ... التعليم .....الصحة ......الفساد و البيروقراطية .....المحليات ..... و الاهم من كل هذا الامل في مستقبل ....استطلاعات رأي الحزب الوطني تقول ان المؤشرات (معقولة) و لكن استطلاع اخر من خارج مصر يقول انا مصر الشعب فيها هو أكثر الشعوب التي تعيش بلا أمل في المستقبل ضمن ما يقرب من 150 دولة في العالم
و هذه هي معضلة الحزب الوطني
السياسات نظريا صحيحة و لكنها لا تعمل مع الواقع المصري و هنا تظهر براعة السياسي وليس عظمة السياسات. ان السياسي هو الرجل الذي يصنع السياسات و يطبقها و يجعل الناس تلتف حولها
عبد الناصر كان سياسي ملهم ....سياسته أغلبها خطأ و لكن براعته جعلته يجمع الناس حولها
من النماذج الناجحة من السياسيين الناجحين (كلينتون – مهاتير محمد – الحريري ) و بالتالي المنظومة كلها تحتاج الي اعادة بناء

ملخص ما قلته للسيد جمال مبارك :

تحدثت للسيد جمال مبارك ضمن من تحدثوا وأثرت بشكل سريع قضايا وهذه بعضها وليس كلها:
تداول السلطة داخل الحزب و كان رأيي ان تكون الدورة الحزبية 4 سنوات يتم تجديدها مرة واحدة فقط لكل قيادات الاحزاب في الاقسام و المحافظات و يتم استثناء الامين و أمين التنظيم و ذكرت مثال لأمين الشباب في دائرتي و الذي ظل لمدة 15 عاما و خرج بعد ان حصل علي 187 صوتا في انتخابات مجلس الشعب أي انه لم يحقق نجاح و لم يقيمه أحد و انني يجب ان يكون لي أمل في تولي منصب داخل الحزب .... و هو ما اشارت التسريبات التي
نشرتها المصري اليوم بشكل غير دقيق انني تحدثت عن تداول السلطة.

اعتقال و ملاحقة المدونين و ان احتجاز مدون في المطار (كنت أقصد وائل عباس) و مصادرة اللاب توب الخاص به وكذلك اعتقال الطبيب في الفيوم وتوجيه تهمة قلب نظام الحكم له رغم انه لا يوجد دليل سوي مدونته و طلبت منه ان يكون الامن و الداخلية أكثر حكمة في التعامل مع هذه المسائل لأن هذا ضد الحرية و هناك فرق بين الخلاف السياسي و قمع الحرية في الاولي الاختلاف موجود و في الثانية التضامن – بغض النظر عن القضية – واجب واخبرته ايضا ان هذه التصرفات تمنح البعض بطولات وهمية للبعض.

علي الهامش :

- كتب السيد بلال فضل نقلا عن أحد الشباب في
مقالته نقدا و تزويرا لما حدث و في الحقيقة انني كنت حاضرا و لم يحدث ما قاله هذا الشاب لبلال الفضل و الامر كان في غاية التحضر و الرقي و لم يحدث ان طلب احد من احد ان يقوم بعمل أكثر من حساب بل كان المطلوب هو التعبير عن النفس بكامل الحرية و عدم الانجراف في مهاترات بل و كان كل الحاضرين علي مستوي متحضر و لا اتصور ان يحدث ان يطلب احد من أي فتاة ان تخلع الحجاب و تتصور صورة اخري ..ولأني موجود و مشارك و متداخل مع الجميع لم يحدث أمامي ما ذكره مرسل الرسالة بأي شكل.
- كان تدريب ممتع ما قامت به مؤسسة كارنيجي عن اساليب الحوار .... و الاجمل حينما تناقش الشباب حول قضية التوريث و لعبوا دور المعارضة بطريقة قبلتها قيادات الحزب الوطني و خاف منها بعض شبابه الجبناء و لنا حديث أخر عن شائعات التوريث
- التقيت لأول مرة الأستاذ المهندس / أحمد عز أمين تنظيم الحزب و دار بيننا نقاش لطيف حول التنظيم الحزبي
- وفقا لمعلوماتي لم يتم حذف أي تعليقات سوي التي تحتوي علي سباب.
تحياتي