١٠/٢٧/٢٠٠٩

تخاريف .... أنا رئيس الوزراء

تشرفت اليوم بمقابلة السيد الرئيس و اطلعني علي مهام منصبي كرئيس للوزراء و كلفني بالبدء في اختيار السادة الزملاء في الوزراة الجديدة و سابدأ المشاورات من الغد "هكذا كان تصريحي الاول عقب اختياري رئيسا للوزارة و قد شرعت علي الفور - خلوا بالكم من شرعت دي لاني بقيت رئيس وزراء و هقول كلام من الكبير – في اختيار الزملاء و الاصدقاء عملية اختيار الوزراء في مصر معقدة شوية و خصوصا لما تبقي رئيس وزراء لانك مش ادامك أي خيارات غير بتوع الحزب الوطني او الموظفين أو الجيش و الثلاثة اسوأ من بعض و لكني قررت ان اقدم مقترحات للرئيس و هو يختار بقي لان الموضوع معقد
المهم انا في كام وزارة كده في بالي قولت اركز عليهم و هما هيخلوا البلد دي تنتعش اول وزارة خطرت علي بالي هي وزارة التعليم لان الناس كرهت عيشتها بسببه ف تشاورت و بقي هناك اسمان يصلحان لهذه المهمةالاول : أحمد العسيلي الثاني : أحمد سميح طبعا لكل منهم مميزاته عسيلي عنده افكار كويسة لتطوير التعليم و نهضة البلد دي و اخونا احمد سميح عنده افكار برضه في نفس الاتجاه مع قليل من البهارات السياسية في فك سيطرة الاخوان المسلمين علي البلد لكن تم حسم الموقع صالح عسيلي لسببين :
الاول: الترتيب الابجدي للحروف و يبقي ده عدل (شوفتوا انا رئيس وزراء بدأت عهدي بالعدل أهو)
الثاني : ان سميح ينفع في أي حتة تانية و كمان لانه صديقي لو مش جبته في الوزارة مش هيعترض و عموما انا فكرت برضه في ترشيح سميح شيخ للازهر او رئيس للجامعة بتاعتها بس ده قرار اكبر مني.
الوزارة التانية اللي حيرتني هي وزارة الاعلام بس في الاخر لقيت ان الاستاذ بلال فضل خير من يتولاها لانه اساسا مش مؤمن بوجودها و بالتالي هيخلي الاعلام "حر" و تبقي البلد فيها ديمقراطية بجد و اهو نوع من الرشوة علشان اضمن انه لم يشتمني " هو هيشتم هيشتم " الناس تقول ما هو منهم ولو رفض انا هعمل فيه مقلب و اجيب تامر امين و يبقي هو اللي رفض يخدم الشعب و مصر لما طلبته.
الحقيقة في واحد انا فكرت كثير اخليه يمسك وزارة بس للاسف مش لاقي افضل من انه يتزعم المعارضة لكذا سبب الواحد ده هو عمر طاهر و يتزعم المعارضة للاسباب التالية :
انه زملكاوي يعني من الاقلية
ان عمر مش بطبيعته معارض انما مش بيتكلم الا لما بيجيب اخره و بالتالي هتضمن معارض نزيه
انه بطبيعته مش بيحب القيود بتاعت الاجتماعات و الرغي اللي احنا بنعمله في الوزارة بتاعتنا دي
وزارة الشباب و الرياضة و في ناس كثير اقترحت اسم ابو تريكة بس انا مش حاولت اجازف قبل مباراة الجزائر و خصوصا اني مش عايز اخسر الزملكاوية و احنا داخلين علي سنة انتخابات فكرت في مرتضي منصور و رانيا علواني و الخطيب بس في الاخر اخدت قرار تاريخي و قررت اني ارجع الدكتور عبد المنعم عمارة و اهو نبقي "بالحب اتجمعنا " و يرجع نادي حورس و انجازته.
ننتقل الي وزارة اخري و هي وزارة الصحة و قررت اني المنافسة محصورة بين مها رادميس و امينة شلباية او الدكتور احمد عكاشة و لكن احنا عايزين وزارة برضه من الشباب و مها رادميس ضحكتها حلوة فتبقي هي دي.
قررت كمان اني هستحدث وزارة لرجال الاعمال تدافع عن مصالحهم بدل ما هما في المجلس و الحزب و كل حتة و بيقولوا من حقنا ندافع عن مصالحنا خلاص نعملهم وزارة و نسميها وزارة الاستثمار و دعم رجال الاعمال و يتولاها الاستاذ الاخ الفاضل اللي بيقدم برنامج البورصة اليوم علي قناة او تي في اللي شغال تقريبا نص وقت القناة ..... بيتعب.
و بما ان ال markting ده بقي علم جامد و كبير و لازم الحكومة تتواكب – خدوا بالكم من تتواكب دي برضه- فقررت بقي اني اضرب عصفورين بحجر و اخلي وزارة شئون مجلس الوزراء و اجيب فيها مروة رخا علشان نبقي دعمنا المرأة و في نفس الوقت سوقنا للحكومة الجديدة صح.
وزارة التموين هجيب فيها محمد العربي صديقي .... عنده خبرة حلوة اوي عن عربيات الفول (بحكم اننا بنفطر سوا و نتبادل الخبرات حول افضل العربات) في مصر و يقدر يوفرها للشعب و كمان سياسي و ملتزم و اعتقد انه خير من يتولي هذه الوزارة
وزارات الدفاع و الخارجية و البيئة اصر الرئيس علي انه عنده اسماء هي اللي هتتولاها باقي الوزارات انا خليت كل واحد يعرف حد يرشحه و كان في ابليكشن ملوها و عملنا انترفيوهات و ربنا كرم و شكلنا الوزارة الحمد لله


١٠/٢٠/٢٠٠٩

جائزة لأوباما و الانسانية


ربما الصدفة البحتة هي التي جعلتني أفضل الجلوس في المنزل ليلة الخميس 8-10 عن النزول الي اللقاء الاسبوعي المعتاد للأصدقاء و في اصرار لم أعهده منذ زمن في نفسي فيما يخص القراءة قررت الانتهاء من كتاب اوباما " أحلام من أبي " والذي أهداني اياه الصديق العزيز أحمد سميح منذ عدة شهور و لم تتاح لي فرصة قراءته الا منذ فترة قصيرة.

الكتاب هو سيرة ذاتية تميز كاتبها بأسلوب سرد روائي أكثر من رائع و عقب انتهائي من قراءة الكتاب كان اول ما خطر في بالي ان هذا الرجل يستحق ما هو أكثر من رئاسة أمريكا فهو له تجربة انسانية ملهمة جدا و يمكن لمن قرأ الكتاب ان يلاحظ هذا بالفعل و خصوصا انه كتبه قبل ان يدخل حتي مجلس الشيوخ و منذ فترة طويلة

خلال تصفحي الاخبار في منتصف نهار الجمعة عرفت بأنه فاز بالجائزة و كان اول شعور لي هو السعادة البالغة – ليس لفوزه – و لكن لتصوري ان من منحوه الجائزة – التي لم أكن اعلم انه مرشح لها – سمعوني ليلة أمس و انا اقول انه رمز انساني أكبر من الولايات المتحدة و رئاستها و لا أعلم لماذا ايضا تذكرت السادات حين كان يقول في كتابه الرائع " البحث عن الذات" انني رئيس الجمهورية لأنني انور السادات و لست انور السادات رئيس الجمهورية"

جائزة للانسانية و ليست للسياسة :

اوباما هو تجسيد حي لتجربة انسانية رائعة خليط من نجاح علي ارض مازالت قادرة علي انجاب الاحلام و الامل و تقديم نماذج للحرية و الديمقراطية وقادرة رغم كل التحفظات علي لفت انظارنا لها.
نموذج لتكافؤ الفرص و تخطي الصعاب اللون و العرق و تخطي احباطات الحياة و نموذج للتسامح و قبول الاخر.

هو أمل في زمن نسينا نحن فيه هذه الكلمة بسبب تخلفنا و جهلنا و انشغالنا بمعارك وهمية عن النقاب و استقالة المرشد و نسينا اننا في استطلاعات الرأي الدولة الاخيرة في املنا في مستقبل افضل.
يا أصدقائي فلسطين و العراق و أفغانستان هي جزء من العالم – و ليست كل العالم – و في ظل تعقيدات السياسة أصبحت هذه القضايا و الملفات ليست معيارية في الحكم علي أي شئ
وتذكروا ان اوباما لم يدخل هذه الحروب بل وصل ليجدها علي قائمة من القضايا التي يجب التعامل معها فلا يجب ان نحمله اخطائنا
فحينما بدأ الصراع العربي الاسرائيلي لم يكن مولودا و حينما هزمنا في 67 كان عمره حوالي 6 اعوام و حينما دخل بوش افغانستان كان مازال اوباما يعاني من احباط فشله في اول انتخابات يخوضها علي مستوي ولايته و من عدم تمكنه من حضور مؤتمر حزبه و فشله في دفع اقامة و اشتراك المؤتمر لافلاسه
وحينما دخل بوش العراق كان اوباما يجاهد في عامه الاول في الكونجرس محاولا فهم ما يحدث

ترشيح هذا الرجل في فبراير و بمجرد نجاحه في انتخابات الرئاسة و لم يكن قد أمضي شهرا في الحكم و لكن من رشحوه و اختاروه بسرعة اعترافا و تقدريا لأوباما الانسان و تتويجا لتجربته الملهمة التي بها الكثير من العبر و ربما قبل ان تحيطه السياسة بتعقيداتها و حساباتها التي تبدو احيانا غير انسانية لم يخلقها هو و لكن سيكون عليه التعامل معها
فلنتوقف عن الحكم علي العالم بمعاييرنا الفاشلة و موقف العالم من قضايانا المملة
ربما ينجح اوباما في سياسته او يفشل و لكن هذه ليست القضية ان نجاحه في الانتخابات هو نجاح للأنسانية و واحدة من اعظم اختراعتها و المسماة بالديمقراطية و بختم أمريكي.