قناة النيل للاخبار و التلفزيون المصري عموما تلفزيون دمه خفيف اوي طلعه علينا بخبير استراتيجي لطيف اسمه د. حمدي السيد (غير نقيب الاطباء) طبعا محدش قال مؤهلاته ولا هو ليه استراتيجي علي اساس انه غالبا من الجيش و اي حاجة تخص الجيش سرية حتي مؤهلات الاستراتجيين اللي زي سعادة معالي حضرته.
البرنامج اساسا اسمه علي ضفاف المتوسط و المفروض بيناقش العلاقات المصرية الاوروبية و عملية برشلونة و الكلام الجميل ده واللي هي اساسا قائمة علي علاقات شراكة سياسية و اقتصادية
لكن دارفور- اللي هي مش علي المتوسط وفقا لمعلوماتي – بقت هي محور الحلقة.
قال ايه بقي الاستراتيجي العظيم
طبعا بعد ما اتوضأ وقال بسم الله الرحمن الرحيم و ان المحكمة الجنائية الدولية غير شرعية و انها عملها يدخل في نطاق انتهاك سيادة الدولة وانها لم تحاكم بوش و بلير وقادة اسرائيل وجرائمهم ضد الانسانية وده المعلوم من حقوق الانسان بالضرورة وان ما يحدث هو محاولة واضحة للسيطرة علي موارد السودان.
المهم بقي استراتيجيا هو كان محامي البشير وكرر كلمة قالها اكثر من 5 مرات وهي ان " الهجوم خير وسيلة للدفاع" ودي طبعا استراتيجية عظيمة هو كشف عنها رغم اني كنت متصور انها من الاسرار العليا للدولة زي مؤهلات حضرته لدرجة اني فكرت اتصل اقولهم في التلفزيون ان الاستراتيجية دي من الاسرار العليا للدولة وازاي هو يتكلم عنها كده و يعلنها للاعداء في المحكمة الدولية.
و بصفته بقي استراتيجي فقرر ان الجامعة العربية و المؤتمر الاسلامي و الاتحاد الافريقي يسعوا بهجوم - لانه خير وسيلة للدفاع - من محورين :
الاول : الغاء قرار توقيف البشير ( وده علي اعتبار ان القرار ده صادر من وكيل نيابة كوم حمادة في البحيرة)
الثاني : تقديم قادة اسرائيل بدل من البشير
للاسف الشديد اني علي اطلاع يكاد يكون متخصص علي هذه القضية والسبب اني اشتغلت فترة كانت قصيرة في برنامج دارفور في مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان
وللاسف برضه اني علي اطلاع عن قرب شديد لكل التقارير الصادرة عن الوضع في دارفور منذ فترة تقارب ال6 اعوام بل وفي احدي التجليات العظيمة وبعد نجاحي في مهام تقصي الحقائق للفتن الطائفية في مصر قررت ان اتوسع و ابقي استراتيجي واعمل شغل اقليمي و اروح اعمل توثيق للجرائم في دارفور وبعدين اكتشفت اني ركبت اخر قطار و ان العالم كله و الامم المتحدة و الامم المتفرقة كمان عملوا تقارير وان الموضوع وفقا للمصطلح العلمي " قتل بحثا".
من وجهة نظري و بعيدا عن التخاريف الاستراتيجية ان العالم يتغير بشكل لم نعد قادرين علي استيعابه و ان السيد الاستراتيجي مازال يتصور اننا في عام 1956 حيث مصر هي مصر و السودان كما هو و امريكا كما هي
ما لا يدركه الخبير ان قضية حقوق الانسان اصبحت من الاولويات الان في العلاقات الدولية وانها لم تعد قضية سياسية فقط او ورقة ضغط بل هناك اليات – احداها – هي المحكمة الجنائية الدولية و التي تعود في فكرتها الي حقبة أراد العالم الحر ان ينهيها تماما منذ الحرب العالمية الثانية حتي و ان كان سوء استغلال من قبل البعض لهذه القضية وان السياسة والانسانية وان اختلفتا احيانا الا انهم موجودتان علي طريق فيلتقيان حينا و يتفرقان احيانا كما في القضية الفلسطينية.
الموقف المصري بقي من الدفاع عن البشير مفهوم
مصر مش عايزة ترسيخ لمفهوم الملاحقة الدولية بسبب حقوق الانسان لان مصر ملفها زي اي دولة عربية مش ناصع البياض يبقي احنا بقي نقطع الطريق من اوله بشوية قطاعين طرق فاهمين استراتيجيا ايه اللي يتعمل في الحاجات دي
في حين ان اساسا البشير ده تورط في محاولة اغتيال الرئيس مبارك بس يبدو ان مستشارو الرئيس ليهم وجهة نظر تانية و خصوصا ان واضح ان اغلبهم من الاستراتجيين اصحاب المؤهلات السرية
علي التلفزيون المصري انه يرحمنا بقي من المصاريف اللي الشعب المصري اولي بيها و يروحوا بقي يعملوا حاجة مفيدة بدل القنوات و الجرايد اللي بتدافع عن البشير دي وحتي لما تقرروا تدافعوا عن البشير ابقوا و حياة ابوكم اختاروا محامين كويسين لاحسن هتلاقوه في السجن.
علي السريع:
تقرير منظمة human rights watch و اللي صادر من 2005 عن الموضوع ده فيه كل التفاصيل و هتلقوه علي الرابط ده
http://www.hrw.org/en/reports/2005/12/08
- الاستراتيجي قال ان اللي حصل هو دعوة لبعض المتمردين للانقلاب علي البشير... هو البشير ده اساسا مش جاي بانقلاب ...ده بقي مش تقوله كلمة عيب وكأن البشير ده يعني جه في انتخابات.
- الاستراتيجي مجبش سيرة اي حاجة تخص الضحايا او عمليات القتل الحاصلة هناك... يعني اتكلم في كل حاجة الا الموضوع الاساسي.