٢/٠٧/٢٠٠٦

انا وجمال مبارك والاصلاح

مع السيد جمال مبارك في مؤتمر الوحدة الحزبية 2004
انا وجمال مبارك والاصلاح

هذه هي قصتي مع السيد جمال مبارك منذ عام 2001 وحتي اليوم (قصة طويلة شويتين)
وانا هنا اتحدث عن اصلاح الحزب الوطني (والذي اظن- وليس كل الظن اثم - باصلاحه تنصلح مصر ) .
- وحتي أكون واضحا فانا مؤيد للرئيس مبارك لابعد حد ولكني لست بهذا الحماس فيما يخص الاخرين
- كما ان ما اقوله هنا لا يمس اطلاقا السيد جمال مبارك في ذمته او شرفه ولكن هو خلاف حول الرأي واسلوب العمل ورؤية الاصلاح حتي ولو بدا اسلوبي لاذعا احيانا .
- تبقي اخيرا انا أحمل كل من يقتبس وان ينقل اي جزء من هذه الحكاية ويخرجه من سياقه او ينشره بدون اذني المسئولية القانونية فالحق الوحيد المصرح به الاشارة الي الموقع المنشور به هذه الحكاية اما غير ذلك فيعرض من يفعل ذلك للمسائلة القانونية (الموضوع مفيهوش تهريج يعني دي حبس وجرائم واعتقالات وكلام كبير اووي يودي في داهية وانا مش أده )
ولنبدأ الحكاية
فبراير 2001: المشهد الاول نهار مشمس
كعادتي كل عام قادتني قدماي الي معرض الكتاب وكعادتي ايضا بدأت بمعرفة برنامج الندوات ووجدت ان الندوة الرئيسية اليوم للسيد جمال مبارك – نجل رئيس الجمهورية في نظري انذاك- كانت فرصة ان استمع له وفرصة كمان اني اشتكي اني بروح الحزب مش بلاقي حد واجد الحزب مغلق وكان قراري الانضمام للحزب بناء علي نتائج انتخابات 2000 والتي بكل ما فيها كسبها الحزب الوطني بجدارة (أو علي الاقل هكذا صور الاهرام والتلفزيون هذه النتيجة في ذلك الوقت).
وحتي تعرفوا من انا في هذا الوقت
شاب مصري عمره 19 عاما ويومين (وانتوا طيبين) طالب بكلية حقوق العام الثالث وكل علاقته بالسياسة انه يقرأ جريدة الاهرام وبعض الجرائد المستقلة الاخري (لم يكن هناك المصري اليوم او نهضة مصر او الفجر ) المهم ده الشاب اللي داخل يسمع ابن رئيس الجمهورية .(ويشتكي بالمرة من الحزب اللي من اسبوع عايز ينضم له ولم يجد أحد في المقر).
المهم
شوية مزاحمة و زق لقيت نفسي جوة القاعة وقاعد كمان قريب
طبعا الامن دمه ثقيل لكن معلش – ابن رئيس الجمهورية برضه – ونستحمل شوية واللي مش عاجبه يروح ده لا اكل ولا شرب ولا حاجة ضرورية .
السيد جمال مبارك في ذلك الوقت لم يكن سوي عضو في الامانة العامة للحزب ولم يكن حوله اي من اتباع الفكر الجديد - فلم يكن هناك اساسا فكر جديد - وكان كل اللي في الحكاية لجنة التطوير بعد الانتخابات وهو عضو فيها ويرأسها السيد كمال الشاذلي .
شوية السيد بدأ يتكلم واخوكم بدأ ينبهر
الشاب ده بيتكلم عن المشاكل والشباب المصري كويس اوي وكأنه واحد منهم – مش ابن رئيس جمهورية يعني – الله الله الله ده كلام كبير وحلو وفي افكار بجد كويسة
(كمان انا أشهد ان للسيد جمال مجموعة من الصفات الجيدة فهو متواضع جدا لا تشعر انه ابن رئيس كما انه حاضر الذهن ومنصت جيد جدا للنقد وهذا في كل المرات التالية التي التقيته فيها – عكس اعوانه المغرورين والعالمين بكل شئ من جهابذة السياسات)
المهم
الحماس خدني كالعادة وقولت بقي اشجعه (واشتكي من الحزب المقفول بالمرة بقي)
وقتها عبرت عن اعجابي بجملة واحدة اتذكرها جيدا
" انا النهاردة لما جيت اسمعك كنت داخل اسمع السيد جمال ابن الرئيس حسني مبارك والان وبعدما سمعتك انا اتمني من الرئيس ان يعينك وزير شباب"
وضجت القاعة بالتصفيق ثم الضحك عندما رد الدكتور علي الدين هلال – وزير الشباب انذاك- وكان يجلس علي المنصة "خليه ياخدها انا مش عايزها "
انا كملت بقي وقولتله انت بتتكلم عن اصلاح الحزب وانا من اسبوع بروح الحزب عايز انضم والحزب مقفول ومش بلاقي حد
والراجل اللي اتكلم قبلي ده أمين الاعلام في الدائرة اللي انا فيها وقعد يتكلم عن التغيير وانا بروح مش الاقيه اساسا ولا اي حد .(طبعا الراجل ده بقي صديقي والحقيقة انه اقنعني ان انا اللي غلط لاني بروح الصبح والحزب ده عمل تطوعي بيبقي باليل)
المهم انضميت للحزب رسميا بعدها واصبحت عضوا وتدرجت في بعض المواقع التنظيمية.


مايو 2006 مشهد من مشاهد الفيلم اللي مش باين له اخر : ليلة ضلمة كحل

حد فاكرني
انا الشاب اللي كان وقف من 5 سنين و3 شهور في معرض الكتاب يقول للسيد جمال مبارك انا بعد ما سمعتك نفسي تبقي وزير شباب
النهاردة بقي انا بقول لرئيس الجمهورية (اللي هو في الحقيقة والدك) وبعد ما سمعتك انا نفسي تسيب امانة السياسات دي وتعتزل العمل السياسي وتترك الحزب الوطني لافكار جديدة ومجموعة اخري لم تفشل بعد وتلقي قبول في الشارع (وليس الحزب) وتستطيع ان تتخذ من القرارات ما تخشي انت تتخذه.


لو حد عايز يعرف اللي حصل في 5 سنين وخلاني غيرت رأيي يكمل الحكاية :


المشهد الثاني – مقر الحزب الوطني بدائرة النزهة 2001 :
لما عرفت ان الحزب بيفتح باليل رحت ودخلت ووجدت سكرتير الحزب والمسئول عن العضوية وهو عرفني علي أمين مساعد شباب الحزب / الاستاذ محمد عيسي (هو اللي طلب اني احط اسمه هنا لما عرف اني بكتب مذكراتي عن الحزب)
المهم مش هتكلم كثير لكن من 2001 الي سبتمبر 2002 اثبت وجودي في الحزب بسبب مساندة أمين تنظيم الحزب لي وهو الاستاذ الفاضل حسين متولي – خبرة لا تقدر بمال في العمل الحزبي واجدع من امانة السياسات كلها - هواللي علمني كل حاجة
(هذا واود ان اشير انه ليس ضمن من ساندوني في اول المشوارالاستاذ محمد عيسي ولا أمين الشباب اللي كابس علي نفسنا من ايام غزو العراق للكويت لحد النهاردة رغم خروجه عن الالتزام الحزبي من سنة 95 تقريبا )
وقتها عرفت الحزب بشكل كويس لاني تقريبا وخلال صيفين متتاليين كنت موجود في الحزب يوميا وفي نهاية الصيف الاول كانت احداث سبتمبر.
وعرفت عن طريق الحزب سكة الادمان (قصدي نماذج المحاكاة اللي ادمنتها ) ففي ابريل عام 2001 انضممت لنموذج جامعة الدول العربية للحزب الوطني (كان أحسن حاجة فيه اني اتعرفت علي ناس زي سامح لاشين وأحمد البقلي واحمد ياسر ومحمود يحيي وخالد خليل كمان )
وبدات اخرج من عالم ممارسة السياسة في الحزب الي ممارستها في الجامعة عبر نماذج المحاكاة (والتي اصبحت احد الخبراء فيها بعد حوالي 18 نموذجا) علي مدي 3 اعوام تقريبا
وعرفت ايضا من خلال هذه النماذج اصدقاء في المعارضة (شيماء ابو الخير الطالبة في كلية الاداب انذاك والصحفية الشهيرة في الدستور بعد ذلك والتي اعتدي عليها اصدقاء لي في الحزب يوم الاستفتاء – وهما اللي حكوا مش هي - وكذلك صديقي احمد سميح المشاغب كما هو) ولن انسي اول انذار دبلوماسي لي بسببهم.
وعرفت انا مصر فيها صحف غير الاهرام والاخبار وان فيها شباب غاضب ورافض للوضع وكنت بقول معذورين بكرة هيفهموا .
2003-2004
اعوام زي بعضها ومؤتمرات وكلام حلو كثير بلا افعال واللهم انجازات الحكومة واوارق امانة السياسات اللي بنقرأ عنها في صحف ابراهيم نافع وابراهيم سعدة وسمير رجب . والتي تحولت في عام 2005 الي صحف عبد الله كمال !!! وممتاز القط !!!
وكما قال احد الاستاذة (تخيلوا السلطة التي يكون الصحفي المدافع عنها هيكل – مهما اختلفنا معه – وتخيلوا السلطة التي يدافع عنها ابراهيم نافع )
وانا اضيف عليه وتخيل شكل السلطة والنظام الذي يدافع عنه عبد الله كمال (واقصده كمعبر عن الفكر الجديد ومدافع عنه )

2005
في احدي الفضائيات – دريم علي ما اعتقد- استضاف احد البرامج رجل من المنجمين وخبراء الفلك .
الراجل تنبأ بحاجتين :
- ان الاهلي هيكسب الدوري (كان الاهلي مكتسح الدوري وفاضله مبارتين ويكسبه رسمي )
- ان الامريكان هيواجهوا متاعب في العراق (وكأن ده محتاج عراف وخبير فلكي )

تذكرت هذا الرجل وانا اري السيد جمال مبارك وقائمة الاصلاحيين (كما تحب الصحافة ان تنعتهم) يسيطرون علي حملة الرئيس مبارك
فهم دشنوا حملة امريكاني للرئيس وشجر وازهر بارك وشباب زي الفل يقعدوا وراه وافلام و نيو لوك
ونجح الرئيس وحصد هؤلاء ثمار النجاح (وحدهم)
وبدأ هؤلاء كمن تنبأ بفوز الاهلي (رغم ان الرئيس كان ناجح حتي لو نايم في بيته )
لكن الجماعة دي نجحوا في اقناع الرئيس ان ما حدث باكتساحه الانتخابات كان بسبب الفكر الجديد وشبابه
وعزز هذا الاتجاه فشل الحزب في الانتخابات البرلمانية .
وعلل هؤلاء القوم الفشل بعودة سيطرة الحرس القديم علي الامور عقب الانتخابات الرئاسية مما دفع الرئيس لازاحة رموز الفكر القديم لصالح رموز الفكر الجديد .
وبدا الامر انه نجل الرئيس (مرة اخري ) يستغل (والده) في ازاحة الرموز عبر بعض الألاعيب السياسية.
لماذا هذا التصور ؟؟؟
لان شباب الحزب الوطني في قواعده لم يكن لهم اي دور خلال هذه الحملات وليس الشباب فقط بل كل القواعد الحزبية .
شاهدت بنفسي كيف كان يتم غلق لجان كاملة علي مرشحين الاخرين وفتحها لصالح الحزب الوطني وكيف ان الحزب الوطني في الحقيقة يتراجع يوما بعد يوم .


ويبقي لي علامات استفهام بعضها يخص مصر والاخري تخص الحزب الوطني
فيما يخص مصر :
أمانة السياسات تجتمع وتقر اصلاحات اقتصادية واجتماعية (وبعض الرتوش السياسية) واتفق مع اوراقها والتوجهات العامة .
ولكن يبقي السؤال
أين كل هذا من المواطن المصري الرافض لكل هذا حتي ولو كان صامتا ؟؟؟؟؟
المواطن الرافض لرموز واشخاص قبل سياسات وافكار تفرزها هذه الرموز ؟؟؟؟
امانة السياسات التي عادت مرة اخري لتبحث عن شرعية الانجاز بدلا من شرعية الديمقراطية
واستطيع ان اقول ان السيد جمال مبارك (كما قال هو) سيعتمد علي فرض سياسات ربما لا تفهمها الناس الي ان تأتي ثمارها
وهذه الثمار ستكون بالطبع في 2010 حتي يستند الحزب لانجاز جديد .
ولكن يبقي ان هذه الانجازات (بفرض انها) لم تحدث نقلة نوعية في حياة المصريين علي طريق التقدم بل هي حلول جزئية لمشاكل كبري .
حكومة الحزب تضرب المعارضة (مهما كان عددها صغير) في الشوارع والامن عاد ليملأ وسط القاهرة ؟؟
والسيد جمال مبارك في زيارة (مهما حاول ان يقول ) هي سرية لامريكا ؟؟؟؟؟؟لماذا ؟؟؟؟ومنذ متي ؟؟؟؟
لقد كان يسافر دائما في زفة لماذا هذه المرة بدون ؟؟؟؟ولم يعلن عنها الا فجأة ؟؟؟؟؟
لن اتحدث كالمعتوهين عن سيناريوهات التوريث الهلامية (فهو لن يحدث) السيد جمال مبارك لابد انه يدرك كيف سيكون من الصعب ان يصبح رئيسا او حتي وزيرا .
لن اتحدث باسم 70 مليون مصري ولكن سأتحدث عن نفسي
انا شخصيا عضو في الحزب الوطني ومقتنع بالرئيس مبارك ولكني ضدك انت ومجموعة المغرورين الفرحين انهم معك وان افكاركم تلاقت معا من اجل ما تتصورون (او يصورنه لك ) علي انه اصلاح مصر .
لقد استنفذت كل الاساليب الشرعية لفرض رؤيتك وانت تنتظر مجموعة من الانجازات الهابطة من الوزارة التي تمثل الحزب حتي تعطي للحزب شرعية انجاز جديدة تعوضه عن غياب شرعية الديمقراطية وشرعية صندوق الانتخاب

أما فيما يخص الحزب الوطني :

غياب كامل للمعايير والشفافية في كل شئ
وغياب للقواعد المنظمة لاي شئ داخل الحزب – مثلا بالامس علمت ان هناك وفد سافر ضمن شباب الاحزاب المصرية الي الولايات المتحدة وعرفت ايضا ان امين شباب الحزب الوطني لا يعلم عن من سافر من شباب الحزب أي شئ ؟؟؟؟؟!!!!!!!
واذكر كيف كان في الانتخابات الرئاسية يتم ملأ الاوراق الحزبية التي تطلبها الامانة العامة ثم تجتمع قيادات الحزب (هم اللي مسمين نفسهم كده) ويقولك كملنا الورق نشتغل بقي الشغل الصح وسيبك من الورق !!!!!!

بالطبع سيتصور السيد جمال مبارك انا هذا بسبب عدم وصول الفكر للجديد للقواعد
ولكن يبقي ملاحظتين :
- ما هو الفكر الجديد التي تود ان يصل للناس ؟ (ولا تتحدث عن مجلس حقوق الانسان او انجازات اقتصادية لم يشعر بها المواطن الذي مازال لا يري سوي نبيل المازني و2 مليون جنيه اللي تحت السرير). (ولمن لا يعرف نبيل المازني هو أمين الحزب في مدينة نصر ثان وهو رئيس هيئة النقل العام تم ضبطه برشوة وعثر علي جزء منها تحت سريره وبيقول دي 2 مليون داخلة بيهم مراتي جمعية وكمان لقوا حشيش قال عليه ده هدية للحبايب !!!!!!!! والناس في الشارع ملهاش سيرة غيره )
- كيف ستعود مرة اخري لتقول لمن ترك الحزب عود مرة اخري فهناك اصلاح جاد ؟؟؟؟وهو جرب في 2002/2003 ولم يجد شئ .
الان فقد خرج كل من انضم بعد 2002 بعد أن أدركوا انه لا وجود للفكر الجديد ويستطيع من يريد ان يتأكد من ذلك من حجم العضويات التي تم تجديدها 2004و 2005.
وعندما اقول خرج "كل" لا اقصد جهابذة امانة السياسات بل اقصد الشباب المصري اللي زيي اللي في النزهة ومصر الجديدة وقرية قومبانية لوقين وكفر سلامة .
اني اتمني ان تكون كل مناصب – واقول(كل)- الحزب بالانتخاب (الحقيقي وليس اكمال ورق التجديدات بتاع اليومين دول ) والاهم الا يستمر مسئول في موقعه الحزبي أكثر من ثلاث سنوات ولا يتم التجديد الا مرة واحدة حتي لا يظل الحزب هكذا بطئ كالفيل وحتي يكون هدف من يتولي موقع هو الانجاز قبل الخروج والذي سيكون معروف تاريخه وليس الحفاظ علي الكرسي اطول فترة ممكنة.وهذه فكرة مبدئية وهناك العديد من الافكار ولكن من سيسمع؟؟؟ فلا صوت يعلو علي صوت الجهابذة .


ييبقي اخيرا اجابة تساؤل يدور في اذهانكم جميعا
ما الذي يجعلني في الحزب الوطني رغم كل ما سبق ؟؟
لاني اري ان مصر لن تدخل سباق التقدم الا من خلال اصلاح الحزب الوطني ولكن ليس علي طريقة جمال مبارك وشركاه .

محمود ابراهيم مواطن مصري مايزال عضو في الحزب الوطني

ليست هناك تعليقات: