١٢/١٨/٢٠١٠

افتراءت ناجحة علي الحزب الوطني

أقف كثيرا متعجبا من الافتراءات التي تقع علي الحزب الوطني و التي يبدو بعضها ذو وجاهة ما الا ان الكثير منها و الاكثر ذيوعا و انتشارا يخرج كثيرا عن الموضوعية بل و احيانا العقلانية
زادت تلك الافتراءات بعد الانتخابات الاخيرة و بمناسبة مؤتمر الحزب السنوي فأنني وجدت انها مناسبة لدرء الافتراءات

حكومة الحزب الوطني
سعت الانطلاقة الجديدة للحزب في عام 2002 و التي حملت عنوان شهير هو "فكر جديد " الي ترسيخ مفهوم حكومة الحزب بديلا عن حزب الحكومة
الغرض واضح جدا و هو الانتقال الي الممارسة السياسية الصحيحة بأن يقر الحزب السياسات و ان تتولي الحكومة التنفيذ و يتابع الحزب التنفيذ و مدي نجاح تلك السياسات بالتنسيق مع الحكومة
للاسف الشديد يحمل البعض الحزب أكثر مما يحتمل في هذه النقطة تحديدا و تحول هذا الشعار سيف علي رقبة الحزب
فالحزب مسئول عن وضع السياسات و متابعة تنفيذها و لكن وزراء الحكومة ليس لهم دفتر حضور و انصراف صباحي في الحزب كما يحاول البعض ان يصور ان عملهم هو ارضاء الحزب و أعضاءه فقط
ستجد أي قرار ولو اداري صغير بنقل موظف مهمل او حتي رئيس هيئة او مصلحة او تنفيذ او تنظيم مرفق ما يتم نسبه فورا الي الحزب كله و الي أمانة السياسات "تأسست أمانة السياسات ضمن الهدف السالف ذكره في التحول نحو اقرار سياسات من الحزب"
المثير في الامر ان أي موظف او مسئول يتم نقله او انهاء خدمته يخرج ليقول انه علي خلاف مع امانة السياسات و الحزب و ان رجل وطني عظيم و الاكثر اثارة هو ان هذا القول يمنح صاحبه بطولة مجانية و مساحة في صحف تتصيد كل شئ في اطار التشويش علي أي جهد حقيقي من اجل مصر.
الحزب الوطني نشأ في السلطة / الحزب يعتمد علي البيروقراطية و موظفي الدولة
نفر من أساتذة العلوم السياسية والذين يحتلون الواجهات في الفضائيات و برامج التوك شو الليلية و لهم مقالات أسبوعية و شبه يومية في بعض الصحف بل و بعضهم أعضاء في حركات معارضة
ستجدهم يتبنون دائما و يرددون تلك المقولة السخيفة عن نشأة الحزب في رحم السلطة
حيث يتم نزع و مسح كل التطور الذي لحق بالحزب و الجهد التنظيمي و التحول و التغير النوعي و الكمي و الكيفي في نوعية العضوية وثقافتهم و درجاتهم العلمية
وبغض النظر عن ان هذا يعبر عن فشل تحليلي عظيم لهؤلاء الاساتذة و عدم مواكبة للتطورات فاغلبية اعضاء الحزب الان في كل المستويات التنظيمية ليس لهم ارتباط هيكلي بالدولة كما يدعون دائما او يتغاضون عن هذا غالبا بل ينكرون ان الحزب خرج من رحم السلطة من زمن بعيد و انه يمر بمرحلة نضوج سياسي حقيقي .
حزب رجال الاعمال
نفس المحللين السابقين في تناقض واضح بعد ان يأكدوا علي انه حزب نشأ في رحم السلطة و بعد ان يستعرض واحد منهم عبقريته التحليلية العظيمة و يقول انه لن يعترف بالحزب الوطني كحزب بعيدا عن الدولة الا عندما يراه في المعارضة
بعد هذا في نفس الجملة يقول الرجل ببلاهة سياسية عظيمة تناقض نفسه يقول ان الحزب الوطني هو حزب رجال الاعمال
ولأنني لا اعرف ان رجال الاعمال موظفين في الدولة فأن الرد سيكون بالرجوع الي النقطة السابقة والرد عليها
و اعرفوا نوعية الاعضاء في الحزب الوطني يا سادة قبل ان تحكموا عليه
شباب الحزب الوطني مرتزقة يأخذون مرتبات أو ينضمون للحزب من أجل البحث عن فرصة عمل
هذه واحدة من أكثر الافتراءات التي تثير غيظي في الحقيقة
فلكي تريح نفسك من الجهد في البحث عن مفتاح نجاح الحزب الوطني فان اسهل شئ هو ان ترميه بأكاذيب و تستغل بعض الحوادث الصغيرة ولكي توظفها في تشويه صورة تنظيم حزبي قوي كالحزب الوطني
و طالما الحزب الوطني فيه رجال اعمال و بيروقراطية عظيمة في وقت واحد فأن هؤلاء يصرفون اموالهم بالضرورة لشراء الشباب
و لا مانع ابدا من اتهامي ان هذه التدوينة مدفوعة الاجر كي اضع نفسي في موقف دفاعي عن مبادئي و ما اؤمن به و تضيع وجهة النظر "راجعو اخر جملة في فقرة حزب الحكومة "
الحزب الوطني و مرشح الرئاسة
ما من جلسة تضم معارضين او مستقلين او أي حديث سياسي علي أي فضائية الا و يتم ببلاهة شديدة طرح سؤال ..من مرشح الحزب للرئاسة ؟ و بعد الغمز و اللمز عن ما يطلقون عليه التوريث يظل السؤال معلق ببلاهة
و الاجابة في المادة (32) من النظام الاساسي للحزب و الموجودة علي موقع الحزب هنا
ربما اعطي البعض العذر لانهم لم يشاهدوها تطبق و لكن خلال عدة شهور سترونه
المثير جدا هنا ان الحزب حدد الية اختيار مرشحه للرئاسة و لكن الجميع يصر دون دليل علي انه سيخالفها (هذا اذا كان يعرف بوجودها من اصله )
فمنذ اقرار لائحة النظام الاساسي للحزب لم يتم مخالفتها في أي وقت حتي الان و لكن ماذا اقول ؟
الحزب يقدم فزاعة اسمها جماعة الاخوان غير القانونية

انا افهم تماما ان تختلف مع الحزب الوطني بأي شكل و لكن التعامل مع الحزب بمنطق عدو عدوي هو صديقي و التضحية بمدنية مصر من أجل حفنة من المتاجرين بالدين هو ما لا أفهمه.
افهم و اعترض جدا ان الدولة (و ليس الحزب) تسمح احيانا ببعض التيارات او بعض القنوات و بظهور بعض الشيوخ لانها تقع في الصراع بين حرية الرأي و التعبير كحق للجميع في مجتمع محافظ و متدين بطبيعته و بين شيوخ يستغلون هذا المناخ في الظهور ثم الانقلاب عليه بفتاوي جديدة و مفاجئة و اراء لا انزل الله بها من سلطان
افهم ان يعترض البعض احيانا مع التعامل الامني مع الجماعة و ان يطالب بتعامل سياسي و ليس أمني كامل
و لكن ما لا افهمه ابدا هو محاولة اعطاء شرعية لجماعة الاخوان الغير قانونية نكاية في النظام و هدم اسس الدولة المدنية
بل و محاولة تصوير الامر علي انه معركة فقط بين الحزب و معارضيه و ان هذه المعركة ليس للاخرين فيها ناقة ولا جمل
في الامر شجون كثير و في الحديث كثير من التفاصيل ربما يحتاج الي تدوينة منفصلة و لكن فكروا فقط ان المعركة ضد التيارات الدينية هي معركة مصر القادمة و تذكروا اننا انهينا و قضينا علي الارهاب في العقد الفائت بتحالف من الكل و م نستمع وقتها لمن قال "سبب الارهاب هو الفقر" بل تكاتفنا و نجحنا
فهل نفعلها ثانيا.