١١/٢٨/٢٠١١

معركة العشر اعوام ...من منكم معي ؟

كشفت الازمة الاخيرة التي مرت بها البلاد منذ يوم السبت قبل الماضي عن فجوة عميقة في اداء ما يمكنني ان اصفه تجاوزا بالنخبة المدنية في مصر، فقد كانت المفاجأة هي ان الاسلاميين يريدون الصندوق و القوي التي تدعي طوال الوقت انها راعية الحرية ضد القوي الاسلامية كانت هي الاكثر فاشية و شعبوية

فشلت هذه النخبة لانها عند الاختبار الحقيقي لم تكن عند حسن ظن المواطن بل و اكدت له نظريته فيهم بانها نخبة انتهازية فاشية غير ديمقراطية

لقد كان اخطر ما في الامر هو ان هناك من يريد ان يفقد الناس الثقة في العملية الديمقراطية "بقصد او بدون" بحيث يعود المواطنين الي المطالبة بالديكتاتورية كرد فعل لتلك التصرفات

لقد اصبت بصدمة من تصرفات هذه النخبة و من اداءها في الاعلام و خصوصا ان اغلبها لم يكن في قطار يناير و تأييد الحركة في اولها فتصور انه يمكن ان يركب الحركة الثانية في نوفمبر

في حين بقي الاخوان علي موقف قوي متسق و كسب رأي المواطن

راجعوا بأنفسكم مشهد ميدان العباسية و هو يضرب صور الاعلاميين بالاحذية معبر جدا عن وعي المواطن العادي البسيط

مشهد اخر هو ان الناس مازالت تسأل حتي الان ..من ننتخب ..و هو فشل عظيم للنخبة و السياسسيين في الوصول للمواطن

لقد قادتني هذه المشاهد مجتمعة الي التفكير العميق في هذه النخبة الليبرالية و المدنية في مواجهة التنظيم القوي للاخوان المسلمين

في الحقيقة هذه القوي ليست اهلا للمسئولية او للمواجهة الحضارية مع الاخوان بخطاب عقلاني حقيقي يخاطب المواطن، بل هو فقط خطاب قائم علي نفي الاخر او في احسن الاحوال تصوير ان النجاح مرتبط بزجاجة زيت و كيس سكر و ليس في العيب البنيوي لتلك التنظيمات


لقد كانت قوة الاسلاميين الاساسية هي التنظيم و القدرة علي الحشد و هي ليست اختراع اخواني فالملعب مفتوح الان ولا عذر لأحد ، فكم حزب و هو يعمل في الانتخابات كانت عينه علي الاستفادة من الخبرة الانتخابية و تدريب و تربية كوادره استعداد للمجلس المحلي ..اتصور لا يوجد

انني اري معركة ال10 اعوام تبدأ من الان و حتي ظهور نتيجة انتخابات البرلمان بعد القادم ، هي معركة بناء دولة مدنية حقيقية

لقد خسرتوا هذه الانتخابات و لكن الخسارة يجب ان تكون بداية للنجاح

اذا كان هناك جيل يريد ان يكون في موقع المسئولية بعد 10 اعوام و اذا كنت تري في نفسك في القدرة او الرغبة للبدء في التعامل مع القوي الاسلامية فابدأ الان عملك السياسي و الاتصال بناخبيك المحتملين و خطتك و خطابك للوصول للناس.

لابد من قليل من النظريات و كثير من العمل في الشارع و الحركي وليس فقط التظاهر بل بناء علاقات و جماعات ضغط و مصالح و روابط حقيقية مع المواطنين و حتي لا يأتي يوم تجد المواطن يسأل ثانيا ..من ننتخب؟

لن يكون مقبولا بعد 10 اعوام من الان ان نقول حجة من نوعية ضعف التنظيم و قلة الخبرة

انني اعلن انني سأبدأ من الان معركتي للعشر سنوات القادمين من اجل مصر حرة ديمقراطية ليس فيها تياراو فكرة واحدة فقط بل معركة سياسية من اجل الوصول الي الصندوق يوما بقدرة تنظيمية حقيقية تواجه

تأملوا و احلموا بمصر لتكون وطن افضل نعيش فيه و لكن السياسة و الديمقراطية و الانتخابات لها ثمن علينا دفعه الان قبل ان نندم


تحياتي

محمود ابراهيم