٥/٠٩/٢٠٠٧

ان تكون مناضلا بمهنتك

أن تكون مناضلا بمهنتك

هذه الموضوع منشور في مجلة حرية والتي تصدر عن مشروع دعم حرية الصحافة والصحفيين بالمجموعة المتحدة
ان تكون مناضل بمهنتك رمت بي الأقدار إلي مقر النقابة العامة لعمال الغزل والنسيج وعلي موعد مع أمين عام النقابة ضمن أحد المشاريع البحثية التي أعمل بها ولفت نظري لدي وصولي إلي المكان التواجد امني والذي كان ملحوظا ولكنه لم يكن مكثفا (بيني وبين نفسي قولت يمكن في وزير في زيارة إلي المكان) ولكني فورا تلقيت إجابة للحيرة التي وقعت فيها عندما علمت أن عمال المحلة (والذي انهوا اعتصامهم قريبا ) أتوا إلي هنا بمطالب جديدة وهم يحملون توقيع 13 ألف عامل من المحلة لإقالة اللجنة النقابية التي لم تكمل شهرها الثالث بعد الانتخابات, وبدون الدخول في كثير من التفاصيل فقد اتاح لي الرجل الذي كنت ذاهب لمقابلته وبعد أن اتضح انه لا مجال لإجراء المقابلة أن اجلس في القاعة التي يجلس بها العمال ولكي استمع لهم علي أمل أن تنتهي تلك المشكلة سريعا ونستطيع أن نبدأ المقابلة.دخلت القاعة ووجدت حوالي 150 عامل ويبدو عليهم بالفعل أنهم عمال يبحثون مطالب تبدو مشروعة وحتى ولو لم تكن كذلك فهم لهم صوت يريدون أن يصل لكن ما لفت نظري فعلا بغض النظر غير فصاحتهم وقوة حجتهم البادية هو أن هناك عدد كبير من الصحفيين متواجد في المكان كان هناك حوالي 15 صحفي أجنبي (وهو عدد كبير لم اعتاده في أي من الأنشطة التي احضرها حتى لو كانت مظاهرة للمعارضة أو لكفاية) وكان هناك عدد مماثل من الصحفيين المصريين.إلي هنا وتبدو الأمور منطقية إلا إنني فوجئت بأن القيادات في النقابة العامة نجحت في النقاش بموضوعية مع العمال وبدأ العمال في الهدوء علي خلفية الوعود التي أطلقها رئيس النقابة العامة وهو ما لم يجد هوي في نفس الصحفيين الموجودين ليتحولوا هم إلي المهاجمين علي النقابة ودورها والي التلميح والغمز واللمز عن أن قيادات النقابة جاءت بانتخابات مزورة بل وامتد الأمر إلي بعضهم أن يهتف داعيا العمال إلي الهتاف وراءه في مفارقة عجيبة جدا للخلط بين ما هو مهني وما هو سياسي.في نفس الأسبوع رمت بي الأقدار إلي حفل افتتاح احد المشاريع التي تقدم دعما قانونيا لحرية الصحافة والصحفيين وكانت كلمة الافتتاح للزميلة المناضلة (الصحفية) لأجدها تتحدث عن الانتهاكات التي تعرضت لها منذ عامين في استفتاء تعديل الدستور وكيف ان الدولة تنتهك حرية الصحافة (والتي تعبر عنها ) وفي الحقيقة أنا لدي التباس غريب حول دور الصحافة والصحفيين وأرجو انه حد يوضح لي علشان أنا مخي تخين شوية الصحفي ينزل مظاهرة او اعتصام لييييه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟الإجابة الطبيعية انه يكون موجود في قلب الأحداث ويسعى لتغطية الحدث بموضوعية وعن قرب والموضوعية هي أن يقول ما حدث كما هو ثم يكون له حق إبداء الرأي واستنتاج ما يراه وهنا لا جناح عليه وهو ما يعرف في عالم الصحافة بمصطلح (فصل الخبر عن الرأي).الأمر في مصر غريب الصحفي ينزل يغطي مظاهرة لكفاية تلاقيه هو القائد بتاعها (يعني مواطن يتظاهر) وأنا مش ضد انه يتظاهر وانه يقول ألف مليون كفاية لأن ده حقه ولكن هنا لم يعد صحفي بالمعني الحرفي للمهنة في تلك اللحظات وتخيلوا معي لو ان صحفي في قسم الرياضة وفي نفس الوقت لاعب في فرقة كرة قدم وطرده الحكم ظلم وهو يلعب هيبقي اعتداء علي قسم الرياضة في الجريدة ولا ظلم لاحد اللاعبين في فريق ؟؟؟؟؟؟ما أود ان اقوله ان الصحفيين في مصر في اغلبهم يخلط ما هو سياسي بما هو مهني ولا يقتنع انه يجب ان يتحلي بالموضوعية ويصر علي ان الدولة تنتهك حقوق الصحفيين في حين ان الامر مختلف تماما ولكن في مصر كل عجيب وغريب و سلمولي علي العمال والصحافة والنضال.

هناك تعليق واحد:

hodazakaria يقول...

موضوع جميل انا فعلا معاك ان دور الصحفى اذا تواجد فى اى حدث للتغطية فقط دون ان يبدى اى تحيز او انسياق وراء شئ معين ولكن ماذا يحدث لو اختلف الامر وتصاعدت القضية التى يدور حولها الحدث واصبحت لا تمس فءة معينة فلاحين عمال ولكن اصبحت تمس شعب بأكمله ما اقصده ان كثيرا يكون رد فعل الصحفى فى تفاعله مع الحدث وابادء رايه فيه سواء بالكلام او المشاركة تاتى جميعها كرد فعل طبيعى نتيجة الضغط والظلم الذى يراه والذى يتعرض له افراد شعبه وهذا ماحدث فى حالة بوش والصحفى الذى القاه بالحذاء وله الشكر والتحية قيما فعله ..